أقول: أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّث نفسه، أي: يطرد من ذكر، وكأنه فهمه من قرينة الحال.
وقوله:"لا يجترئون علينا" من الجراءة أي: لا يسلكون علينا مسالك أهل الجراءة والإقدام بسبب قربهم منك، وفي الآية ثناء عظيم على الستة الفقراء، وإخبار بأنهم يريدون وجه الله بدعائهم، وهي مثل قوله تعالى:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إلى قوله: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَ} الآية (٣).
٣ - وَعَنْ سَعْدِ أيْضَاً - رضي الله عنه - قَالَ: فِي هَذِهِ الآيَةِ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قَالَ: فَقَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا إِنَّهَا كَائِنَةٌ وَلَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ". أخرجه الترمذي (٤). [ضعيف]
والمراد بالتأويل هنا: الوجود والوقوع، لا التفسير ونحوه.
قوله:"أخرجه الترمذي":
قلت: وقال (٥): حسن غريب.
(١) زيادة من (ب). (٢) في (ب) أقول. (٣) زيادة من (أ). (٤) في "السنن" رقم (٣٠٦٦) وهو حديث ضعيف. (٥) في "السنن" (٥/ ٢٦٢).