٣٧ - وعنه - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ أَهْل الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ، ويَقُوُلونَ: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَألوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}. أخرجه البخاري (١) وأبو داود (٢). [صحيح]
قوله:"فأنزل الله: {وَتَزَوَّدُوا} الآية".
قال [٢٥٩/ ب] المهلب (٣): في هذا الحديث من الفقه أن ترك السؤال من التقوى، ويؤيده أن الله مدح من لم يسأل الناس إلحافاً، أي: تزودوا واتقوا إيذاء الناس بسؤالكم إياهم فالإثم في ذلك.
قال (٤): وفيه أن التوكل لا يكون مع السؤال، وإنما التوكل المحمود أن لا يستعين بأحد في شيء، وقيل: هو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "اعقلها وتوكل"(٥).
(١) في صحيحه رقم (١٥٢٣). (٢) في "السنن" رقم (١٧٣٠) وهو حديث صحيح. (٣) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (٣/ ٣٨٤). (٤) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (٣/ ٣٨٤). (٥) أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (٧٣١) والحاكم (٣/ ٦٢٣) والقضاعي في مسند الشهاب رقم (٦٣٣) بسند حسن، من حديث جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه. وهو حديث حسن.