"قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم".
فسّره بقوله:"الذي لا يجرى"؛ لأنه بعدم جريه دام في موضعه، وقيل: احتزر به عن دائم يجري بعضه (٢).
وقال ابن الأنباري (٣): الدائم من حروف الأضداد، يقال للساكن وللدائر، فالذي لا يجري صفة مخصصة لأحد معنيي المشترك. انتهى.
قلت: الذي في "القاموس"(٤) دام سكن، ولم يجعله من الأضداد.
قوله:"ثم يغتسل" الرواية في "يغتسل" بسكون اللام، وفي صحيح مسلم (٥) بضمها (٦)، فعلى الأول أنه عطف على "يبولن" المجزوم، وعلى الثاني خبر محذوف، أي: ثم هو يغتسل، وحققناه في "سبل السلام"(٧).
(١) في صحيحه رقم (٩٧/ ٢٨٣). (٢) قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٣٤٧): قيل: هو تفسير للدائم وإيضاح لمعناه, وقيل احتراز به عن راكد يجري بعضه كالبرك، وقيل: احترز به عن الماء الدائم؛ لأنه جار من حيث الصورة ساكن من حيث المعنى، وبهذا لم يذكر - البخاري - هذا القيد في رواية أبي عثمان عن أبي هريرة التي تقدمت الإشارة إليها، حيث جاء فيها بلفظ: (الراكد) بدل (الدائم)، وكذا أخرجه مسلم من حديث جابر. (٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٣٤٧). (٤) "القاموس المحيط" (ص ١٤٣٢). (٥) في صحيحه رقم (٩٧/ ٢٨٣). (٦) ضبطه النووي في "شرح مسلم" بضم اللام (ثم يغتسل فيه). قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٣٤٧) وهو المشهور. انظر: "المفهم" (١/ ٥٤٢)، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج (١/ ١٢٤ - ١٢٥). (٧) (١/ ١٠٠ - ١١٢) بتحقيقي.