وقول الثالثة:"زوجي العَشَنَّقُ"(٢) هو الطويل بلا نَفْع، فإذا ذكرت عيوبه طلقني، وإن سَكَتُّ عنها علقني، فتركني لا عَزباً ولا مُزوَّجة. قال الله تعالى:{فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}(٣).
وقول الرابعة: زوجِي كَليلِ تهامةَ. لا حرٌّ ولا قرٌّ، ولا مخافةَ ولا سآمةَ" هذا وصف بليغ، وصفته بعدم الأذى، وبالراحة، ولذاذة العيش، والاعتدال، كليل تهامة: الذي لا حرَّ فيه ولا برد مفرطين، وأنها لا تخاف غائلته لكرَم أخلاقه، ولا تخشى منه ملَلاً ولا سآمة (٤).
وقول الخامسة: "زوجِي إنْ دَخَلَ فَهَدَ (٥) إِلى آخِره" هذا مدح بليغ، وصفته بكثرة النوم إذا دخل بيته وعدم السؤال عمَّا ذهب من متاعه وما بقي لقولها: "وَلاَ يسألُ عَّما عَهِدَ" أي: عما عهده في البيت من متاعه وماله لكرمه.
وقوله: "وإنْ خرَج أَسِدَ" أي: إذا خرج إلى الناس ومارس الحرب كان كالأسد، تصفه بالشجاعة.
(١) انظر: "غريب الحديث" للهروي (٢/ ٩٢). "النهاية في غريب الحديث" (١/ ١٠٣). (٢) قال ابن الأثير في "النهاية" (٢/ ٢١٠) هو الطويل الممتد القامة، أرادت أن له منظراً بلا مخبر؛ لأن الطول في الغالب دليل السّفه، وقيل: هو السيئ الخلق. انظر: "فتح الباري" (٩/ ٢٦٠)، "الفائق" للزمخشري (٣/ ٥٠)، "غريب الحديث" للهروي (٢/ ٢٩١). (٣) سورة النساء الآية: (١٢٩). (٤) انظر: "فتح الباري" (٩/ ٢٦١). (٥) قال ابن حبيب: شبهته في لينه وغفلته بالفهد؛ لأنه يوصف بالحياء وقلة الشر، وكثرة النوم. انظر: "فتح الباري" (٩/ ٢٦١)، "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٧/ ٤٥٨).