قوله:"كذا وكذا وكذا". له ألفاظ كثيرة هذا أحدها، وحاصله بيان عدد أيام الشهر بأصابعه - صلى الله عليه وسلم - بيان بالفعل، وأنَّه يكون ثلاثين، ويكون تسعاً وعشرين كما أفاده قوله:"ونقص في الصفقة الثالثة". وهو دال على أنهما أصلان، ويعتبر الانتهاء برؤية الهلال أو مضي العدة.
قلت: بل هي في "صحيح البخاري"(٣)، وترجم له (٤) باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا نحسب ولا نكتب".
قوله:"إِنَّا أُمةٌ أُمِّية". بلفظ النسب، قيل: أراد أمة العرب؛ لأنَّها لا تكتب، أو منسوب إلى الأمهات، أي: أنّهم على أصل ولادة أمهم، أو منسوب إلى الأم: لأنَّ المرأة هذه صفتها غالباً، وقيل: منسوب إلى أم القرى.
قوله:"لا نكتب ولا نحسب". تفسير لكونهم كذلك، وقيل: العرب أميون، لأنَّ الكتابة كانت فيهم عزيزة، قال الله - تعالى -: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ}(٥) , ولا يرد على ذلك أنه كان فيهم من يكتب، ويحسب, لأنَّ ذلك كان قليلاً فيهم، والمراد بالحساب هُنا: حساب النجوم، وتسيرها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك إلاَّ النزر اليسير، فعلق الصوم
(١) في "صحيحه" رقم (١٥/ ١٠٨٠) وأخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (١٩١٣). (٢) في "السنن" رقم (٢١٤٠، ٢١٤١). (٣) في "صحيحه" رقم (١٩١٣). (٤) في "صحيحه" (٤/ ١٢٦ الباب رقم ١٣ - مع الفتح). (٥) سورة الجمعة الآية: (٢).