قوله:"ثم قام متوكئاً على بلال" ظاهره أنه - صلى الله عليه وسلم - خطب متوكئاً عليه [٢٩٤ ب] وأنه لم يكن منبر في المصلى.
وقد عقد البخاري (٢) له باباً فقال: باب الخروج إلى المصلى بغير منبر، ثم ذكر حديث (٣): (أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينصرف من صلاته [٥٣٦/ أ] فيقوم مقابل الناس).
ولابن خزيمة (٤) في رواية مختصرة: (خطب يوم العيد على راحلته).
(١) السُّفعة: نوعٌ من السواد ليس بالكثير، وقيل: هو سواد مع لون آخر. انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٧٨٣). (٢) في "صحيحه" (٢/ ٤٤٨ الباب رقم ٦ - مع الفتح). (٣) رقم (٩٥٦) عن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلَّى، فأوّل شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس - والناس جلوس على صفوفهم - فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم. فإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه أو يأمر بشيء أمر به، ثمّ ينصرف. قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجتُ مع مروان - وهو أمير المدينة - في أضحى أو فطر، فلّما أتينا المصلَّى إذا منبرٌ بناه كثير بن الصَّلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي، فجبذتُ بثوبه، فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة، فقلت له: غيّرتم والله فقال أبو سعيد: قد ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم والله خيرٌ مما لا أعلم. فقال: إنّ الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة". (٤) في "صحيحه" رقم (١٤٤٥)، وقال أبو بكر: هذه اللفظة تحتمل معنيين: أحدهما: أنّه خطب قائماً لا جالساً، والثاني: أنّه خطب على الأرض، كإنكار أبي سعيد على مروان لما أخرج المنبر، فقال: لم يكن يخرج المنبر.