قوله في حديث عمر:"من حفظها وحافظ عليها" أقول: قد قابل الحفظ بالضياع فحفظها عدم ضياعها. والمحافظة عليها المواظبة على الإتيان بها؛ لأنه قد يكون الإنسان حافظاً للشيء غير محافظ عليه.
وقوله:"حفظ دينه" لأن الصلاة الدين، بل سماها الله إيماناً في قوله:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}(٢)؛ ولأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهو سبب لحفظ الدين، ولذا قال:"ومن ضيعها فهو لما سواها من أمور الدين أضيع" أشد تضييعاً من تضييعه لها؛ لأنه لا يوفق بعد إضاعته للصلاة للإتيان بخصال الدين.
قوله:"إذا كان الفيء ذراعاً" أقول: تقدم تقديره بالشراك (٣) في المرفوع، وتقدم أنه ليس على التحديد، وأن المراد تحقق الزوال والدلوك، ويمتد وقتها إلى أن يكون ظل أحدكم مثله كما سلف.
وقوله:"قدر ما يسير الراكب" أقول: أي: بعد فراغه منها.
وقوله:"فرسخين أو ثلاثة" لعله شك من الراوي، وتقدم في حديث جابر:"قدر ما يسير الراكب سير العنق إلى ذي الحليفة" وكل هذه تقريبات، والصريح [في](٤) قوله في أحاديث: "حين كان ظل الرجل مثليه"[٤٠٦/ أ].
(١) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٧ - ٨) وهو أثر موقوف ضعيف. (٢) سورة البقرة الآية (١٤٣). (٣) تقدم شرحها. (٤) زيادة من (ب).