قال ابن الأثير (١): كان من ثقات الشاميين. فقول المصنف يرفعه هو كما قاله ابن الأثير أيضاً، وهو مرسل كما لا يخفى.
قوله:"رفيق يحب الرفق" أقول: رفيق من الرفق والرأفة، فعيل بمعنى فاعل.
قوله:"تطوى بالليل" أي: تقطع مسافتها؛ لأن الإنسان فيه أنشط منه في النهار، وأقدر على المشي والسير، لعدم الحر وغيره، قاله في "النهاية"(٢). ويمكن أن ذلك لسر يعلمه الله، وأنه يزوي الأرض فيه.
٣ - وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال:"كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ عَرَّسَ بِلَيْلٍ اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ, وَإذَا عَرَّسَ قَبْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ". أخرجه مسلم (٣). [صحيح]
قوله في حديث أبي قتادة:"نصب ذراعه" أقول: قال العلماء: نصب ذراعه لئلا يستغرق في النوم فتفوت صلاة الصبح عن [٢٤٦ ب] وقتها أو عن أول وقتها.
٤ - وعن أبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ - رضي الله عنه - قال: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رسول الله مَنْزِلاً تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ إِتَّما ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ". فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ مَنْزِلاً إِلاَّ انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالُ: لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ (٤). [صحيح]
(١) في "تتمة جامع الأصول" (١/ ٣٥٠ - ٣٥١ - قسم التراجم). (٢) (٢/ ١٣٠). (٣) في صحيحه رقم (٦٨٣). (٤) في "السنن" رقم (٢٦٢٨)، وهو حديث صحيح.