إما أن [يحتاج إلى](١) إخراج ما لو بقي أضر، فإذا أخرجه زال الضرر، واستمر النفع، وإما أن يهمل ذلك، الأول: العاملون في جمع الدنيا بما يجب من إمساك وبذل، والثاني: العاملون في ذلك بخلاف ذلك.
قال الزين ابن المنير (٢): في هذا الحديث وجوه من التشبيهات بديعة:
أولها: تشبيه المال ونموه بالنبات وظهوره.
ثانيها: تشبيه المنهمك في الأسباب والاكتساب بالبهائم المنهمكة في الأعشاب.
ثالثها: تشبيه الاستكثار منه والادخار له بالشره في الأكل والامتلاء منه.
رابعها: تشبيه الخارج من المال مع عظمة في النفوس إذا أدى إلى [١١٩ ب] المبالغة في البخل به بما تطرحه البهيمة من السلح؛ ففيه إشارة بديعة إلى استقذاره شرعاً.
خامسها: تشبيه المتقاعد عن جمعه وضمه بالشاة إذا استراحت وحطت جانبها مستقبلة عين الشمس، فإنها من أحسن حالاتها سكوناً وسكينة، وفيه [إشارة](٣) إلى إدراكها لمصالحها.
سادسها: تشبيه الجامع المانع بموت البهيمة الغافلة عن دفع ما يضرها.
سابعها: تشبيه المال بالصاحب الذي لا يؤمن أن ينقلب عدواً، إذا بخل به جامعه، فينقلب سبباً للعقاب.
قلت: ولذا ورد أنه يجعل يوم القيامة شجاعاً أقرع في عنق مانع الحق منه.
ثامنها: تشبيه من أخذه بغير حق بالذي يأكل ولا يشبع.
(١) كذا في (أ. ب)، والذي في "الفتح": "يحتال على". (٢) انظره نصاً في "فتح الباري" (٩/ ٢٤٨). (٣) في (أ): "الإشارة".