قوله:"وكتب" أي قدّر "في الذكر" أي: في محل الذكر، أي اللوح المحفوظ (١)، كل شيء من الكائنات.
٢ - وعن أبي رزين العقيلي - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْل أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ:"كَانَ فِي عَمَاءِ، وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى المَاءُ".
قال أحمد، قال يزيد:"الْعَمَاء": أي ليس معه شيء. أخرجه الترمذي (٢). [ضعيف].
قوله:"في حديث أبي رزين كان في عماء" قال البيهقي في "الأسماء والصفات"(٣): وجدته في كتابي "في عماء" مقيداً بالمد. انتهى.
والعماء في اللغة (٤)[٣١٣ ب] السحاب الرقيق، وقيل الكثيف، وقيل هو الضباب، والضباب الذي يغشى الأرض كالغبار والسخم، ولا بد في الحديث من حذف مضاف تقديره: كان عرش ربنا فحذف كقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}(٥) أي: أمر الله، ويدل على هذا المحذوف قوله:"وكان عرشه على الماء".
(١) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (٦/ ٢٩٠). (٢) في "السنن" رقم (٣١٠٩). وأخرجه أحمد (٤/ ١١، ١٢) وابن حبان رقم (٣٩) وابن ماجه رقم (١٨٢) وابن أبي عاصم في "السنة" رقم (٦١٢) والطبراني في "الكبير" (ج ١٩ رقم ٤٦٨) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٢/ ٢٣٥ - ٢٣٦ رقم ٨٠١) وأبو الشيخ في كتاب العظمة رقم (٨٥) والطيالسي رقم (١٠٩٣) وابن جرير في "جامع البيان" (١٢/ ٣٣١ - ٣٣٢). وهو حديث ضعيف، والله أعلم. (٣) (٢/ ٢٣٦). (٤) "القاموس المحيط" (ص ١٦٩٦). (٥) سورة البقرة الآية (٢١٠).