[حديث عبادة](١) الذي نحن فيه أصح إسناداً، ولا تعارض بين الحديثين، فيحتمل أن حديث أبي هريرة قبل حديث عبادة، فلم يعلم - صلى الله عليه وسلم - ثم علم. انتهى.
١٠ - وعنه - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاَثةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ, وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمُ، وَعَنِ المَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ. أخرجه أبو داود (٢) والترمذي (٣). [صحيح].
وزاد أبو داود (٤) في أخرى: "وَعَنِ الخَرِفِ".
قوله: "وعنه" أي: علي - عليه السلام - "رفع القلم" أي: قلم الحفظة الذين يكتبون ما على العباد من الخطايا، لا قلم كتابة الخير، فإنه يكتب للصبي لحديث (٥): "ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر"، ويقاس عليه النائم، والذي لا يعقل، فلو أتوا بشيء يوجب حداً على غيرهم لما وجب عليهم فضلاً من الله.
قلت: وزاد في أخرى: "وعن الخرف" مثلث الراء هو فساد (٦) العقل مع [الكبر](٧)، وله ألفاظ في مسلم هذا أحدها. [٢٣٠/ أ][٢٩٣ ب].
(١) في (أ. ب) عبارة, وما أثبتناه من شرح "صحيح مسلم" (١١/ ٢٢٤). (٢) في "السنن" رقم (٤٤٠٣). (٣) في "السنن" رقم (١٤٢٣). وهو حديث صحيح. (٤) في "السنن" بإثر الحديث رقم (٤٤٠٣) قال أبو داود: رواه ابن جريج عن القاسم بن يزيد عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - زاد فيه "والخرف". قلت: هذه الزيادة لا تصح؛ لأن القاسم بن يزيد مجهول وقد تفرد بها. (٥) تقدم نصه وتخريجه وهو حديث صحيح. (٦) انظر "القاموس المحيط" (ص ١٠٣٨). (٧) في (ب) الكره.