قال ابن مسعود (١): وهو قول باطل؛ لأنه تعالى قال: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥)} (٢).
ومعلوم أن كشف العذاب وعودهم لا يكون في الآخرة، إنما هو في الدنيا.
واعلم أن هذا الذي أنكره ابن مسعود قد جاء عن علي - عليه السلام - فأخرج عبد الرزاق (٣) وابن أبي حاتم (٤) من طريق الحارث عن علي - عليه السلام - قال:"آية الدخان لم تمض بعد يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وتنفح الكافر حتى ينفذ".
وفي رواية عن الحسن (٥) بلاغاً عنه - صلى الله عليه وسلم - وفيه:"أن الدخان إذا جاء نفح الكافر حتى يخرج من كل مسمع من مسامعه [٤٠٧/ ب] ".
٤ - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ بَابَانِ: بَابٌ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، وَبَابٌ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ، فَإِذَا مَاتَ بَكَيَا عَلَيْهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ}(٦). أخرجه الترمذي (٧). [ضعيف]
قوله في حديث أنس: "أخرجه الترمذي":
(١) انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١٢/ ٣٣٦) "فتح الباري" (٨/ ٥٧٢). (٢) سورة الدخان آية: (١٥). (٣) في "تفسيره" (٢/ ٢٠٦). (٤) في "تفسيره" (١٠/ ٣٢٨٨ رقم ١٨٥٣٤). (٥) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (٢١/ ١٩) وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٤٠٧) إلى عبد بن حميد وابن جرير. (٦) سورة الدخان آية: (٢٩). (٧) في "السنن" رقم (٣٢٥٥) وهو حديث ضعيف.