للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان حتى وقع عليها فحملت فولدت غلاما قال: فهابت أن تقذفه. فقال لأبيها: هب لي هذا الغلام فأتبناه. قال: هو لك، قال فأخذه فوضعه على عاتقه ثم جعل يطوف به في ملأ عباد بني إسرائيل. فيقول: يا إخوتاه أحذركم مثل ما لقيت خطيئتي أحملها على عنقي.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال ثنا هارون ابن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر. قال: سمعت مالك بن دينار يقول:

إنما العالم - أو القاص - الذي إذا أتيته فلم تجده في بيته قص عليك بيته. فترى حصيرا للصلاة، ترى مصحفا، ترى إجانة للوضوء، ترى أثر الآخرة. قال وسمعت مالكا يقول: يا هؤلاء فجاركم كثير صغاركم وكباركم، فرحم الله من لزم القول الطيب والعمل الصالح والمداومة. قال: وسمعت مالكا يقول: كان يقال كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة.

• حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا هارون بن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر. قال: كنا نخرج مع مالك بن دينار من الحطمة فنجمع الموتى ونجهزهم ثم يخرج على حمار قصير لاطي لجامه من ليف وعليه عباءة مرتديا بها. قال: فيعظنا في الطريق حتى إذا أشرف على القبور وأحس بنا أقبل بصوت له محزون يقول:

ألا حي القبور ومن بهنه … وجوه (١) في التراب أحبهنه

فلو أن القبور أجبن حيا … إذا لأجبنني إذ زرتهنه

• ولكن القبور صمتن عني … فأبت بحسرة من عند هنه

قال: فإذا سمعنا صوته جئنا إليه. فيقول: إنما الخير في الشباب ثم يجمعهم فيصلي عليهم.

• حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا إسماعيل بن علي قال ثنا هارون بن حميد قال ثنا سيار قال ثنا جعفر. قال: قلنا لمالك بن دينار:

ألا ندعو لك قارئا يقرأ. قال: إن الثكلى لا تحتاج إلى نائحة. فقلنا له:

ألا تستسقي. قال: أنتم تستبطئون المطر لكنى أستبطئ الحجارة.


(١) وفى د: تحية مؤمن يخلو بهنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>