للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحييك حياة طيبة وأقلبك إلى خير منها، ولا تقتل النفس التي حرمت إلا بالحق، فتضيق عليك الأرض برحبها والسماء بأقطارها وتبوء بسخطي في النار، ولا تحلف باسمي كاذبا ولا آثما فإني لا أطهر ولا أزكي من لم ينزهني ولم يعظم أسمائي، ولا تحسد الناس على ما أعطيتهم من فضلي ولا تنفس (١)

عليهم نعمتي ورزقي فإن الحاسد عدو لنعمتي، راد لقضائي ساخط لقسمتي التي أقسم بين عبادي، ومن يكن كذلك فلست منه وليس مني، ولا تشهد بما لم يع سمعك ويحفظ عقلك ويعقد عليه قلبك، فإني واقف (٢) أهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة، ثم سائلهم عنها سؤالا حثيثا، ولا تزن ولا تسرق ولا تزن بحليلة جارك؛ فأحجب عنك وجهي وتغلق عنك أبواب السماء، وأحبب للناس ما تحب لنفسك، ولا تذبح (٣) لغيري فإني لا أقبل من القربان إلا ما ذكر عليه اسمي وكان خالصا لوجهي، وتفرغ لي يوم السبت وفرغ لي آنيتك وجميع أهل بيتك. فقال رسول الله : «إن الله ﷿ جعل يوم السبت لهم عيدا، واختار لنا الجمعة فجعلها لنا عيدا». غريب من حديث أبي جعفر وحديث ربيعة لم نكتبه إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه والله أعلم.

[عبيد بن عمير]

ومن تابعي أهل مكة الواعظ الصغير، العابد الضمير، أبو عاصم عبيد بن عمير، كان بذكر الله لهجا، وبنعم الله عليه بهجا، وعن ذكر من سوى الله حرجا.

وقيل: إن التصوف اغتنام الذكر، واكتتام السر.

• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا


(١) فى ج تنغص عليهم.
(٢) فى ج: فانى أوقف.
(٣) مغ: تذبحن.

<<  <  ج: ص:  >  >>