جماعة من أصحابنا فقال: ما كان لكم شغل في الله يشغلكم عن المجيء إلي؟ قال الجنيد: فقلت إذا كان مجيئنا إليك من شغلنا به لا ننقطع عنه. ففتح الباب فسألته عن مسألة في التوكل فأخرج درهما كان عنده ثم أجابني فأعطى التوكل حقه ثم قال: استحييت من الله ﷿ أن أجيبك وعندي شيء. فقلت له:
ما قولك في رجل له في كل علم من العلوم حظ ويحسن القيام بصفات الحق وصفات الخلق؟ ترى مجالسة الناس؟ فقال: إن كنت أنت وإلا فلا. وذكر يوما لبعض المريدين تحفظ القرآن فقال لا. فقال وا غوثا بالله. مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها. فبما يتنعم فبما يترنم فبما يناجي ربه أما تعلم أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم وغيرهم.
أبو جعفر بن الكوفي
ومنهم أبو جعفر بن الكوفي رحمه الله تعالى.
• سمعت أبا الحسن بن مقسم يرفع منه جدا وأنه فاق أقرانه في الاجتهاد وكثرة الأوراد. أكثر نساك بغداد تأدبوا به وتوارثوا منه شريف الآداب وحميد الأخلاق.
• وحدثني عنه جعفر بن محمد بن نصير قال: ذهب إليه يوما الجنيد ابن محمد بصرة دراهم عرضها عليه فأبى أن يأخذها منه، وذكر غناه عنها. فقال له الجنيد: إن وجدت غنى عنها ففي أخذها سرور رجل مسلم. فأخذها ثم سألته فقلت: يرحمك الله الرجل يتكلم في العلم الذي لم يبلغ استعمال كل عمله.
كلامه أحب إليك أم سكوته؟ فسكت ساعة مطرقا رأسه ثم رفع رأسه إلي فقال: إن كنت هو فتكلم.
قال الشيخ: وكان أبو جعفر بن الكوفي ممن تخرج بأبي عبد الله البراثي الزاهد ومن تلامذته
• حدثني أبو عمرو العثماني ثنا محمد بن علي البغدادي ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ثنا حكيم بن جعفر. قال: كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد وكان يسكن براثا، وكانت له امرأة متعبدة