فقال إبراهيم: يا جبريل من معك؟ قال جبريل: هذا محمد. قال: إبراهيم:
يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن أرضها واسعة وترابها طيب، قال محمد لإبراهيم ﵉: وما غراس الجنة؟ قال إبراهيم: لا حول ولا قوة إلا بالله». هذا حديث غريب من حديث سالم ومن حديث عبد الله بن عبد الرحمن - وهو أبو طوالة الأنصاري - مدني يجمع حديثه لم نكتبه إلا من حديث حيوة عن أبي صخر حدث به الأئمة عن أبي عبد الرحمن المقرئ والله أعلم.
[مطرف بن عبد الله]
ومنهم المتعبد الشكير، مطرف بن عبد الله بن الشخير. كان لنفسه مذلا، ولذكر الله ﷿ مجلا.
وقد قيل: إن التصوف إدمان الإذلال والأعمال، وإيثار الإقلال والإخمال.
• حدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا خلف بن عبيد الضبى قال: ثنا نصر ابن علي قال: ثنا الأصمعي قال: ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال:
قال مطرف بن عبد الله لابن أبي مسلم: ما مدحنى أحد قط إلا تصاغرت علي نفسي.
• حدثنا محمد بن عبد الله المفتولي المقرئ قال ثنا حاجب بن أبي بكر قال:
ثنا حماد بن الحسن قال ثنا يسار قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت. قال:
قال مطرف: إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن وأعرض عملي على عمل أهل الجنة، فإذا أعمالهم شديدة. كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، يبيتون لربهم سجدا وقياما، أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما، فلا أراني فيهم. فأعرض نفسي على هذه الآية ﴿(ما سلككم في سقر)﴾ فأرى القوم مكذبين. وأمر بهذه الآية ﴿(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا)﴾ فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا اخوتاه منهم.