للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال لها جوهرة، وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص نجرانية، وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبل القبلة في بيت واحد. قال: فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض ليس تحته الجلة. فقلنا: يا أبا عبد الله ما فعلت الجلة التي كنت تقعد عليها؟. قال: إن جوهرة أيقظتني البارحة فقالت:

أليس يقال في الحديث: «إن الأرض تقول لابن آدم: تجعل بيني وبينك سترا وأنت غدا في بطني؟» قال قلت: نعم. قالت: فأخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها. قال فقمت والله فأخرجتها.

[أبو هاشم الزاهد]

ومنهم أبو هاشم الزاهد - كان إلى الحق وافدا، وعن الخلق حائدا، وفيما سوى الحق زاهدا. من أقران أبي عبد الله بن أبى جعفر البرائى.

• أخبرنا محمد بن أحمد البغدادي - فيما كتب إلي وقد رأيته - وحدثني بهذا عنه عثمان بن محمد العثماني ثنا أحمد بن مسروق ثنا محمد بن الحسين قال: حدثني بعض أصحابنا. قال قال أبو هاشم الزاهد: إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المريدين به دونها، وليقبل المطيعون إليه بالإعراض عنها. فأهل المعرفة بالله فيها مستوحشون، وإلى الآخرة مشتاقون.

• أخبرنا محمد بن أحمد وحدثني عنه أبو عمرو العثماني ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ثنا حكيم بن جعفر. قال: نظر أبو هاشم إلى شريك - يعني القاضي - يخرج من دار يحيى بن خالد فبكى وقال: أعوذ بك من علم لا ينفع.

قال محمد بن الحسين: وحدثني سعيد بن صبيح المؤدب قال قال أبو هاشم: لفلح الجبال بالإبر أيسر من إخراج الكبر من القلوب. وقال أبو هاشم: لو أن الدنيا قصور وبساتين والآخرة أكواخ، لكانت الآخرة أهلا أن تؤثر على الدنيا، لبقاء تلك ونفاد هذه.

[العباس بن مساحق]

ومنهم العباس بن مساحق المخرومى.

كان في المحبة محمولا، وإلى المحبوب مرتحلا ومنقولا.

<<  <  ج: ص:  >  >>