يحب ما أبغض خالقه، أو يرفع ما وضع مليكه، فزواها عن الصالحين اختبارا وبسطها لأعدائه اغترارا، فيظن المغرور بها القادر عليها أنه أكرم بها، ونسي ما صنع الله لمحمد ﷺ حين وضع الحجر على بطنه، ولقد جاءت الرواية عن الله ﷿ أنه قال لموسى ﵇: «إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، وإن شئت ثنيت بصاحب الروح والكلمة عيسى ابن مريم، كان يقول إدامي الجوع وشعاري الخوف، ولباسي الصوف، وصلائي في الشتاء مشارق الشمس وسراجي القمر، ودابتي رجلاي، وطعامي وفاكهتي ما أنبتت الأرض أبيت وليس عندي شيء، وأصبح وليس عندي شيء وما على الأرض أغنى مني.
[معاوية بن عبد الكريم]
ومنهم معاوية بن عبد الكريم رضي الله تعالى عنه.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد الأموي حدثني الحسن بن علي أنه حدث عن زيد بن الحباب قال حدثني معاوية بن عبد الكريم قال: ذكروا عند الحسن الزهد فقال بعضهم اللباس، وقال بعضهم المطعم وقال بعضهم كذا، وقال الحسن: لستم في شيء الزاهد، إذا رأى أحدا قال هو أفضل مني.
روى معاوية عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وأبي رجاء العطاردى وبكر ابن عبد الله المزني، وعطاء، وقيس بن سعد وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.
• حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري المعدل ببغداد - وكان حاجا - ثنا محمد بن صالح الضميرى ثنا النصر بن سلمة ثنا محمد بن الحسن زبالة ثنا معاوية بن عبد الكريم الضال عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس. قال: قال رسول الله ﷺ: «﴿فلما تجلى ربه للجبل﴾ طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت بالمدينة، أحد، وورقان، ورضوى، ووقع بمكة