إذا كنت فيما ليس بالوصف فانيا … فوقتك في الأوصاف عندي تحير.
• حدثنا عثمان بن محمد قال أخبرنا الحسن بن أحمد أبو علي الصوفي قال كتب النوري إلى الجنيد يسأله عن السر ووصفه في شعره ثلاثة أوصاف.
يناجيك سر سائل عن ثلاثة … سرائرهم كتم وإعلانهم ستر
فتى ضاع كتم السر بين ضلوعه … عن إدراكه حتى كان لم يكن سر
فأسبل أستان التخفر صائنا … لكل حديث أن يكون هو السر
فكتام سر مدرك الكتم لم ينل … سوى حد كتم السر من ظنه ذكر
فكاتمه المكنون ثم تكاتمت … جوانحه فالكل من بته صفر
ضنين بما يهواه ما لاح لائح … يقاربه إلا احتمى صوبها الفكر
ومكتتم وافى الضمائر وامتطى … لمودعه جحدا وليس به غدر
لامهم تاج الفخار ذكرته … ومن شربه في حالة المنهل الغمر
فقال الجنيد: والله ما رميت بسري إلى أحدهما لأفضله على الآخر إلا جذبني إليه، وقد أرجأت أمرهما إلى الله.
• سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الرزى يقول سمعت القناد يقول سمعت أبا الحسين النوري يقول: رأيت غلاما جميلا ببغداد فنظرت إليه، ثم أردت أن أردد النظر فقلت له: لم تلبسون النعال الصرارة وتمشون في الطرقات؟ قال: أحسنت أتحسن العلم. ثم أنشأ يقول:
تأمل بعين الحق إن كنت ناظرا … إلى صفة فيها بدائع قاطر
ولا تعط حظ النفس منها لما بها … وكن ناظرا بالحق قدرة فادر
. ومن مسانيد حديثه فيما أخبرنيه محمد بن عمر بن الفضل بن غالب في كتابه وقد لقيته وسمعت منه غير شيء.
• حدثنا محمد بن عيسى الدهقان قال: كنت أمشي مع أبي الحسين أحمد بن محمد النوري المعروف بابن البغوي الصوفي فقلت له: ما الذي تحفظ عن السري السقطي؟ فقال: ثنا السري عن معروف الكرخي عن ابن السماك عن الثوري