الرفاهة لا ترجون خيره. والتاسعة فقير لا تراه عند السماع حاضرا فاتهمه، واعلم أنه منع بركة ذلك لتشويش سره، وتبديد همه. والعاشرة من رأيته مطمئنا إلى أصدقائه وإخوانه وأصحابه مدعيا لكمال الخلق بذلك فاشهد بسخافة عقله ووهن ديانته.
• سمعت أبا الحسن يقول حدثني عبد الواحد بن بكر حدثني علي بن عبد الرحيم قال: رأيت أبا الحسن النوري قائما حيال الكعبة يحرك شفتيه كأنه يسأل شيئا ثم أنشأ يقول:
كفى حزنا أني أناديك دائبا … كأني بعيد أو كأنك غائب
وأسأل منك الفضل من غير رغبة … ولم أر مثلي زاهدا فيك راغب.
• سمعت عثمان بن محمد العثماني يقول قرأت على أبي محمد عبد الله بن محمد الرازي - بنيسابور - عن أبي الحسين النوري قال: أعلى مقامات أهل الحقائق انقطاعهم عن الخلائق، وسبيل المحبين التلذذ بمحبوبهم، وسبيل الراجين التأميل لمأمولهم، وسبيل الفانين الفناء في محبوبهم ومأمولهم، وسبيل الباقين البقاء ببقائه. ومن ارتفع عن الفناء والبقاء فحينئذ لا فناء ولا بقاء. وقال: إن المحبة للمحبوب تتزايد من لطائف المحبوب.
• حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال: قرأت على أبي محمد عبد الله بن محمد الرازي قال أنشدنا النورى.
كادت سرائر سري أن تسر بما … أوليتني من سرور لا أسميه
فصاح للسر سر منك يرقبه … كيف السرور بسر دون مبديه
فظل يلحظه سرا ليلحظه … والحق يلحظني ألا أراعيه
وأقبل السريغنى الكل عن صفتي … وأقبل الحق يغنيني ويغنيه.
• حدثني عثمان بن محمد قال أخبرني أحمد بن الحسين قال سمعت أبا الحسن القناد يقول: كتبت إلى النورى وأنا حديث.
إذا كان كل الكل في النور فانيا … أبن لي عن أي الوجودين أخبر