طعنة ورمية بضعا وتسعين ووجدنا ذلك فيما أقبل من جسده.
• حدثنا حبيب ابن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد ثنا إبراهيم بن سعد ثنا محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد حدثني أبي - الذي أرضعني -: وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل. وقال:
غير إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق. قال: فأنشأ جعفر يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها … طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها … علي إن لاقيتها ضرابها.
عبد الله بن رواحة الأنصاري
ومنهم المتفكر عند نزول الآيات، والمتصبر عند تناول الرايات، عبد الله بن رواحة الأنصاري. استشهد بالبلقاء، زاهدا في البقاء، راغبا في اللقاء.
وقد قيل: إن التصوف الوط ء على جمر الغضا، إلى منازل الأنس والرضا.
• حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا الحسن ابن سهل ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر ابن الزبير عن عروة بن الزبير قال: لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام، أتاه المسلمون يودعونه فبكى. فقالوا له: ما يبكيك؟ قال:
أما والله ما بى حب الدنيا ولا صبابة لكم، ولكني سمعت رسول الله ﷺ قرأ هذه الآية ﴿(وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا)﴾
فقد علمت أني وارد النار ولا أدري كيف الصدر بعد الورود.
• حدثنا فاروق ابن عبد الكبير ثنا زياد بن الخليل ثنا إبراهيم ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري. قال: زعموا أن ابن رواحة بكى حين أراد الخروج إلى مؤتة فبكى أهله حين رأوه يبكى. فقال: والله ما بكيت جزعا من الموت ولا صبابة لكم، ولكني بكيت من قول الله ﷿: ﴿(وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا)﴾ فأيقنت أني واردها ولم أدر أأنجو منها