نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك، وأقبلت إلى النبي ﷺ فوهبت نفسها له بغير مهر فقبلها ودخل عليها.
[أم أيمن]
ومنهن أم أيمن المهاجرة الماشية، الصائمة الطاوية، الناحبة الباكية، سقيت من غير راوية، شربة سماوية كانت لها شافية كافية.
• حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ثنا أمية بن محمد الباهلى ثنا محمد ابن يحيى الأزدي ثنا روح بن عبادة ثنا هشام بن حسان عن عثمان بن القاسم.
قال: خرجت أم أيمن مهاجرة إلى رسول الله ﷺ من مكة إلى المدينة وهى ماشية ليس معها زاد، وهي صائمة في يوم شديد الحر، فأصابها عطش شديد حتى كادت أن تموت من شدة العطش، قال وهي بالروحاء - أو قريبا منها - فلما غامت الشمس قالت إذ أنا بحفيف (١) شيء فوق رأسى، فرفعت رأسى فاذا أنا بدلو من السماء مدلى برشاء أبيض، قالت فدنا مني حتى إذا كان حيث استمكن منه تناولته فشربت منه حتى رويت، قالت فلقد كنت بعد ذلك اليوم الحار أطوف في الشمس كي أعطش وما عطشت بعدها.
• حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن بهلول ثنا شبابة بن سوار ثنا عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت: بات رسول الله ﷺ في البيت فقام من الليل فبال في فخارة، فقمت وأنا عطشى لم أشعر ما في الفخارة فشربت ما فيها، فلما أصبحنا قال لى «يا أم أيمن أهريقي ما في الفخارة» قلت والذي بعثك بالحق شربت ما فيها، فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه ثم قال:«أما إنه لا يتجعن بطنك بعده أبدا».
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص ثنا أبى ثنا
(١) الحفيف دوى (صوت) جرى الفرس وكذلك جناح الطائر. عن هامش الاصل