ومنهم الزاهد المفارق للمشاجر، المسابق للمتاجر، أبو عبد رب عبيدة بن مهاجر.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن ابن عبد العزيز الجروي ثنا أبو حفص التنيسي (١) عن سعيد بن عبد العزيز: أن أبا عبد رب خرج من عشرة آلاف دينارا، أو من مائة ألف، فكان يقول:
لو سالت بردا أمثال الذهب ما كنت بأول الناس يقوم إليها، ولو قيل إن الموت في هذا العود ما سبقني إليه أحد إلا بفضل قوة.
• حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا أبو مسهر عن سعيد عن أبي عبد رب. قال: لو قيل من مس هذا العود مات لقمت حتى أمسه.
• حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسن بن عبد العزيز أخبرني عبد الله بن يوسف: أن أبا عبد رب كان يشتري الرقاب فيعتقهم، فاشترى يوما عجوزا رومية فأعتقها، فقالت: ما أدري أين آوي؟ فبعث بها إلى منزله، فلما انصرف من المسجد أتى بالعشاء فدعاها فأكلت ثم راطنها فإذا هي أمه، فسألها الإسلام فأبت، فكان يبلغ من برها ما يبلغ، فأتى يوما بعد صلاة العصر يوم الجمعة فأخبر أنها أسلمت، فخر ساجدا حتى غابت الشمس.
• حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا إبراهيم بن العلاء بن الضحاك ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر: أن أبا عبد رب كان من أكثر أهل دمشق مالا، فخرج إلى أذربيجان في تجارة، فأمسى إلى جانب مرعى ونهر فنزل به، قال أبو عبد رب: فسمعت صوتا يكثر حمد الله في ناحية من المخرج، فاتبعته فوافيت رجلا في حفير من الأرض ملفوفا فى