الأعمال، وعلموا أن الشيء لا يدرك إلا بأكثر منه فبذلوا أكثر ما عندهم، بذلوا والله لله المهج رجاء الراحة لديه، والفرج في يوم لا يخيب فيه الطالب.
وقال أبو محرز: كلف الناس بالدنيا ولم ينالوا منها فوق قسمتهم، وأعرضوا عن الآخرة وببغيتها يرجوا العباد نجاة أنفسهم.
[خيثم العجلى]
ومنهم خيثم بن جحشة العجلي العابد - نبه على خدع العاجلة فرغب عنها، وجلي له حقيقة الآجلة فبادر إليها، فوعظ خطاب الدنيا وذمها.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان قال: حدثني أبو عبد الله التميمي قال حدثني شريح العابد قال سمعت خيثم بن جحشة العابد أبا بكر العجلى يقول:
يا خاطب الدنيا على نفسها … إن لها فى كل يوم حليل
ما أقتل الدنيا لخطابها … تقتلهم قدما قتيلا قتيل
تستنكح البعل وقد وطئت … في موضع آخر منه بديل
إنى لمغتر وإن البلا يعمل … في جسمي قليلا قليل
تزودوا للموت زادا فقد … نادى مناديه الرحيل الرحيل.
[الحسن الحفرى]
ومنهم المتعبد المقرى الحسن بن أبي جعفر الحفري - أيد في الدءوب والاجتهاد، وأمد بمؤانسة مؤمني الجن من العباد.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر [ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ابن شبيب ثنا إبراهيم بن الجنيد](١) ثنا القواريري ثنا أبو عمران التمار قال:
غدوت يوما قبل الفجر إلى مسجد الحفري، فإذا باب المسجد مغلق، وإذا