للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواحة فى أعناقهما صدودا، وأما جعفر فهو مستقيم ليس فيه صدود. قال:

فسألت أو قال قيل لي: إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما. وأما جعفر فإنه لم يفعل». قال ابن عيينة فذلك حين يقول ابن رواحة:

أقسمت يا نفس لتنزلنه … بطاعة منك [أو] لتكرهنه

فطالما قد كنت مطمئنه … جعفر ما أطيب ريح الجنه.

[أنس بن النضر]

ومنهم أنس بن النضر، المؤيد بالثبات والنصر، المستشهد بأحد بعد تغيبه عن بدر، تنسم بالروائح، فجاد بالجوارح، وفاز بالمنائح.

وقد قيل: إن التصوف استنشاق النسيم، والاشتياق إلى التسنيم.

• حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا حميد عن أنس بن مالك. قال: غاب أنس بن النضر - عم أنس بن مالك - عن قتال بدر، فلما قدم قال غبت عن أول قتال قاتله رسول الله المشركين، لئن أشهدني الله ﷿ قتالا ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف الناس. قال: اللهم إنى أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء - يعني المشركين، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ. فقال: أي سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد، واها لريح الجنة. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.

قال أنس: فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، قد مثلوا به. قال: فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه (١). قال أنس: فكنا نقول لما أنزلت هذه الآية ﴿(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)﴾ إنها فيه وفي أصحابه.

[عبد الله ذو البجادين]

ومنهم الأواه التالي، المتجرد من العروض الخالى، عبد الله ذو البجادين


(١) فى ز: بثيابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>