للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو العباس أحمد الدينوري

ومنهم أبو العباس أحمد بن محمد الدينوري. صحب يوسف بن الحسين ولقي رويما وأبا العباس بن عطاء.

• سمعت محمد بن الحسين بن موسى يقول: سمعت عبد الله بن علي الطوسي يقول قال أبو العباس الدينوري: مكاشفات الأعيان بالأبصار، ومكاشفات القلوب بالاتصال. وكان يقول: إن أدنى الذكر أن ينفي ما دونه ونهاية الذكر أن يغيب الذاكر في الذكر عن الذكر ويستغرق بمذكوره عن الرجوع إلى مقام الذكر. وهذا حال فناء الفناء. وكان يقول: لله عباد لم يستصلحهم لمعرفته فشغلهم بخدمته، وله عباد لم يستصلحهم لخدمته فأهملهم. وكان يقول:

لا بلاغ إلى مراتب الأخيار إلا بالصدق، وكل وقت وحال خلا عن الصدق فباطل. وكان يقول: المحب اختار المكروه والأثقال لرضا محبوبه يبتغي لذلك رضاه وهو غاية المنى. وأنشدوا:

رأيتك يدنينى إليك تباعدى … فباعدت نفسى لابتغاء التقرب.

[أحمد بن عطاء]

ومنهم أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري - له من فنون العلم الحظ الجزيل، توفي بصور سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. ورد علينا نعيه وأنا مقيم بمكة.

• سمعت أبا الفضل الهروي يقول: حضرت أحمد بن عطاء وسئل عن القبض والبسط وحال من قبض ونعته، وحال من بسط ونعته، فقال: القبض أول أسباب الفناء، والبسط أول أسباب البقاء، فحال من قبض الغيبة، وحال من بسط الحضور. ونعت من قبض الحزن، ونعت من بسط السرور.

وكان يقول: الذوق أول المواجيد، فأهل الغيبة إذا شربوا طاشوا، وأهل الحضور إذا شربوا عاشوا.

• سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أبا نصر الطوسي يقول سمعت أبا

<<  <  ج: ص:  >  >>