للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن إزار لم أبعه. فقلت يا أمير المؤمنين أنا أبيعك وأنسئك إلى العطاء - زاد أبو أسامة -: فلما خرج عطاؤه أعطاني.

• حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا الحسين ابن عبد الله الراقى ثنا محمد بن عوف ثنا محمد بن خالد البصرى ثنا الحسن بن زكرياء الثقفي عن عنبسة النحوي قال: شهدت الحسن بن أبي الحسن وأتاه رجل من بني ناجية. فقال: يا أبا سعيد بلغنا أنك تقول: لو كان على يأكل من حشف المدينة لكان خيرا له مما صنع. فقال الحسن: يا ابن أخي كلمة باطل حقنت بها دما والله لقد فقدوه سهما من مرامز طيب (١) والله ليس بسروقة لمال الله، ولا بنؤمة عن أمر الله، أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله، أحل حلاله وحزم حرامه، حتى أورده ذلك على حياض غدقة، ورياض مونقة، ذلك علي بن أبى طالب يا لكع.

(وصفه في مجلس معاوية)

حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس عن بكار الضبي ثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية. فقال له: صف لي عليا. فقال أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال لا أعفيك. قال: أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير العبرة طويل الفكرة، يقلب كفه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له؛ فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين،


(١) كذا فى ز. وفى ح: من مرائر طيب. وفى آداب الحسن البصرى ص ٣٨ طبعة الخانجى وسئل عن على بن أبى طالب. قال: كان والله سهما صائبا من مرامى الله (إلى أن قال) لم يكن بالسروقة لمال الله، ولا بالنؤمة فى أمر الله، ولا بالملولة فى حق الله أعطى القرآن عزائمه، وعلم ماله فيه وما عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>