• حدثنا أبو بكر الآجري ثنا عبد الله بن محمد العطشي ثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا عون بن إبراهيم بن الصلت قال: حدثني أحمد بن الغمر الحمصي قال: سمعت محمد بن المبارك الصوري قال قلت لراهب: متى يبلغ الرجل حقيقة الأنس بالله؟ قال: إذا صفا الود فيه، وخلصت المعاملة فيما بين العبد وبين الله.
قال قلت: فمتى يصفو الود وتخلص المعاملة؟ قال: إذ اجتمع الهم فصار في الطاعة. قلت: ومتى يجتمع الهم فيصير في الطاعة؟ قال: إذا اجتمعت الهموم فصارت هما واحدا. قلت: يا راهب بم يستعان على قلة المطعم؟ قال: بالتحري في المكسب، والنظر في الكسوة. قلت: عظني وأوجز. قال: كل من حلال وارقد حيث شئت. قال: قلت له: فأين طريق الراحة؟ قال: في خلاف الهوى قلت: فمتى يجد الرجل الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها فى الجنة. قال قلت: بماذا أقطع الطريق إلى الله؟ قال: بالسهر الدائم والظمأ فى الهواجر.
قلت: ما علامة العلم؟ قال: الخوف والشفقة. قلت ما علامة الجهل قال؟ الحرص والرغبة. قلت: ما علامة الورع قال: الهرب من مواطن الشبهة. قلت: فما الذي عقلك في هذه البيعة؟ قال: بلغني أنه من مشى على الأرض عثر، ففزعت فزعة الأكياس فتحصنت بمن في السماء من فتنة من في الأرض. وذلك أنهم سراق العقول فخشيت أن يسرقوا عقلي. قلت: فمن أين تأكل فى هذه الصومعة؟ قال: بذ من أبذره من بذر اللطيف الخبير. ثم قال: إن الذى خلق الرحا يجئ بالطحين. قال: وأما بيده إلى ضرسه ثم قال: من رزق حسن الظن بالله أفيد الراحة. قال إبراهيم بن الجنيد: وأنشدني شيخ من طلبة العلم لبعضهم:
وما عاشق الدنيا بناج من الردى … ولا خارج منها بغير غليل
وكم ملك قد صغر الموت قدره … فأخرجه من ظل عليه ظليل.
[بشر بن بشار]
ومنهم بشر بن بشار المجاشعي: كان من السائحين، مذكور في طبقة القائمين.