للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء أحب إلي منه، والثاني قلت: اللهم لا تجعلني أبيت عندي ما أدخره لغد، فأنا من تلك السنة أبيت وليس لي شيء أدخره. والثالثة قلت: اللهم إذا أذنت لأوليائك في النظر إليك فارزقني ذلك واجعلني منهم. فانا أرجو أن يمن الله على بالثالثة إن شاء الله.

[أبو عبد الله المغربى]

• ومنهم أبو عبد الله المغربى. كان من المعمرين. صحب علي بن رزين، قيل إنه توفي عن مائة وعشرين سنة وقبره بجبل طور سينا، عند قبر أستاذه علي بن رزين. كان من المحققين له النكت الوثيقة والاستغاثة على الطريقة.

• سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن دينار الدينوري - بمكة - يقول سمعت إبراهيم بن شيبان يقول سمعت أبا عبد الله المغربي يقول: أهل الخصوص مع الله على ثلاث منازل: قوم ضن بهم عن البلاء لكيلا يستغرق البلاء صبرهم فيكرهون حكمه ويكون فى صدورهم حرج من قضائه. وقوم ضن بهم عن مجاورة العصاة لتسلم صدورهم للعالم فيستريحون ولا يغتمون. وقوم صب عليهم البلاء صبا فصبرهم ورضاهم، فازدادوا بذلك له حبا ورضى بحكمه. وله عباد منحهم نعما تجدد عليهم وأسبغ عليهم باطن العلم وظاهره وأخمل ذكرهم.

وكان يقول: أفضل الأعمال عمارة الأوقات في الموافقات. وكان يقول: الفقير الذي لا يرجع إلى مستند في الكون غير الالتجاء إلى من إليه فقره ليغنيه بالاستغناء به كما عززه بالافتقار إليه. وقال: أعظم الناس ذلا فقير داهن غنيا أو تواضع له. وأعظم الخلق عزا غني تذلل لفقير أو حفظ حرمته. وقال:

الراضون بالفقرهم أمناء الله في أرضه، وحجته على عباده، بهم يدفع البلاء عن الخلق.

• وأنشدني محمد بن الحسين قال أنشدني الورثاني لأبي عبد الله المغربى:

يا من يعد الوصال ذنبا … كيف اعتذاري من الذنوب

إن كان ذنبي إليك حبي … فإنني منه لا أتوب

.

<<  <  ج: ص:  >  >>