للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذا العرش صبرني على ما يراد بي … فقد بضعوا لحمى رقد ياس مطمعى

وقد خيروني الكفر والموت دونه … وقد ذرفت عيناى من غير مجزع

وما بي حذار الموت أني ميت … ولكن حذارى جحم نار ملفع

وذلك في ذات الإله وإن يشأ … يبارك على أوصال شلو ممزع

فلست أبالي حين أقتل مسلما … على أي جنب كان في الله مصرعي.

[جعفر بن أبى طالب]

قالوا أبو نعيم: ومنهم الخطيب المقدام، السخي المطعام، خطيب العارفين ومضيف المساكين، ومهاجر الهجرتين، ومصلي القبلتين، البطل الشجاع الجواد الشعشاع، جعفر بن أبي طالب . فارق الخلق، ورامق الحق.

وقد قيل: إن التصوف الانفراد بالحق، عن ملابسة الخلق.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا إسرائيل عن أبي اسحاق عن بردة عن أبيه. قال: أمرنا رسول الله أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي، فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد. فجمعوا للنجاشي هدية، فقدمنا وقدما على النجاشي فأتياه بالهدية فقبلها، وسجدا له. ثم قال له عمرو ابن العاص: إن أناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك. قال لهم النجاشي في أرضي؟ قالوا نعم؟ فبعث إلينا. فقال لنا جعفر: لا يتكلم منكم أحد، أنا خطيبكم اليوم، فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس فى مجلس وعمرو بن العاص عن يمينه، وعمارة عن يساره، والقسيسون والرهبان جلوس سماطين سماطين.

وقد قال لهم عمرو وعمارة: إنهم لا يسجدون لك، فلما انتهينا بدرنا من عنده من القسيسين والرهبان اسجدوا للملك. فقال جعفر: لا نسجد إلا لله ﷿. قال له النجاشى: وما ذاك؟ قال إن الله تعالى بعث فينا رسولا وهو الرسول الذي بشر به عيسى . قال: من بعدي اسمه أحمد، فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا، ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة. وأمرنا بالمعروف

<<  <  ج: ص:  >  >>