ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط أطعمنا بسرا، فجاء بعذق فوضعه فأكلوا، ثم دعا بماء فشرب فقال:«لتسئلن عن هذا يوم القيامة» قال وأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر نحو وجه رسول الله ﷺ ثم قال:
يا رسول الله إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة؟ قال «نعم! إلا من ثلاث كسرة يسد بها جوعته، أو ثوب يستر بها عورته، أو جحر يدخل فيه من الحر والقر».
أبو ريحانة شمعون الأزدي
وأبو ريحانة شمعون الأزدي وقيل الأنصاري، كان من الذابين المجتهدين معدود في أهل الصفة.
• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح ثنا عبد الرحمن بن شريح أبو شريح الإسكندراني عن أبي الصباح محمد بن سمير الرعيني عن أبي علي الهمداني عن أبي ريحانة: أنه كان مع رسول الله ﷺ في غزوة، فأوينا ذات ليلة إلى شرف فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيها ويكفى عليه بجحفته، فلما رأى ذلك منهم قال:«من يحرسنا في هذه الليلة فأدعو له بدعاء يصيب به فضله» فقام رجل فقال أنا يا رسول الله، فقال من أنت، فقال أنا فلان بن فلان الأنصاري قال أدنه فدنا منه فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح بدعاء له، فلما سمعت ما يدعو به رسول الله ﷺ للأنصاري قمت فقلت أنا رجل فسألني كما سأله ثم قال أدنه، كما قال له ودعا لي بدعاء دون ما دعا به للأنصاري. ثم قال:«حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله، وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله»، وقال الثالثة فنسيتها. قال: أبو شريح بعد ذلك «وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله تعالى».
• حدثنا إسحاق بن حمزة (١) ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا يحيى بن طلحة اليربوعى