للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبعين ضعفا على ما عمل من لا يحل محله والله أعلم.

• حدثنا علي بن هارون قال سمعت الجنيد بن محمد يقول - في كتابه إلى أبي العباس الدينوري -: من استخلصه الحق بمفرد ذكره وصافاه يكون له وليا منتخبا مكرما مواصلا، يورثه غرائب الأنبياء، ويزيده فى التقريب زلفى، ويثبته في محاضر النجوى، ويصطنعه للخلة والاصطفاء، ويرفعه إلى الغاية القصوى، ويبلغه في الرفعة إلى المنتهى ويشرف به من ذروة الذرى على مواطن الرشد والهدى، وعلى درجات البررة الأتقياء، وعلى منازل الصفوة والأولياء، فيكون كله منتظما وعليه بالتمكين محتويا، وبأنبائه خبيرا عالما، وعليه بالقوة والاستظهار حاكما وبإرشاد الطالبين له إليه قائما، وعليهم بالفوائد والعوائد والمنافع دائما، ولما نصب له الأئمة من الرعاية لديه به لازما وذلك إمام الهداة السفراء العظماء الاجلة الكبراء الذين جعلهم للدين عمدا وللأرض أوتادا جعلنا الله وإياك من أرفعهم لديه قدرا، وأعظمهم في محل عزه أمرا إن ربي قريب سميع.

• سمعت أبي يقول سمعت أحمد بن جعفر بن هانئ يقول سألت أبا القاسم الجنيد بن محمد عن قوله. ﴿(لا أحب الآفلين)﴾ قال: لا أحب من يغبب عن عياني وعن قلبي، وفي هذا دلالة أني إنما أحب من يدوم لي النظر إليه والعلم به حتى يكون ذلك موجودا غير مفقود. وكذلك رأينا أن أشد الأشياء على المحبين أن يغيب عنهم من أحبوه وأن يفقدوا شاهدهم.

• سمعت أبي يقول سمعت أحمد بن جعفر يقول سألت أبا القاسم الجنيد بن محمد عن الإيمان ما هو؟ فقال: الايمان هو والتصديق الايقان وحقيقة العلم بما غاب عن الأعيان، لأن المخبر لي بما غاب عني إن كان عندي صادقا لا يعارضني في صدقه ريب ولا شك أوجب علي تصديقي إياه إن ثبت لي العلم بما أخبر به ومن تأكيد حقيقة ذلك أن يكون تصديق الصادق عندي يوجب علي أن يكون ما أخبرني به كأني له معاين، وذلك صفة قوة الصدق في التصديق وقوة الإيقان الموجب لاسم الإيمان. وقد روي عن الرسول صلى

<<  <  ج: ص:  >  >>