للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصحاب الحديث يتذاكرون، وأحمد يومئذ شاب إلا أنه المنظور إليه من بينهم، فجاء أبو سعيد - شيخ عندنا بلخي - فدنا من أبي عبد الله فسأله عن شيء فأجابه، فقلب الشيخ عليه الكلام وكان أحمد قليل الكلام، فلا يرد لا أنه قال بيده اليمنى هكذا - أي تنح - ففطن بعض أصحابه أنه سأله عما لا يعنيه، فأقبل أحمد على أبي سعيد البلخي فقال: يا هذا إنما مجلسا مجلس.

مذاكرة حديث رسول الله ، وحديث أصحابه، فأما الذي تريد أنت فعليك بابن أبي دؤاد.

• حدثنا الحسين بن محمد ثنا أبو الأسود عبد الرحمن بن الفيض قال سمعت إبراهيم بن محمد بن الحسن يقول: أدخل أحمد بن حنبل على الخليفة - وكانوا هولوا عليه، وقد كان ضرب عنق رجلين - فنظر أحمد إلى أبي عبد الرحمن الشافعي فقال: أي شيء تحفظ عن الشافعي في المسح؟ فقال ابن أبي دؤاد نظروا رجلا هو ذا يقدم لضرب عنقه يناظر في الفقه.

• حدثنا سليمان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنى ثابت بن أحمد بن شبويه: فضيلة على أحمد بن حنبل، للجهاد وفكاك الأسارى. ولزوم الثغور فسألت أخي عبد الله بن أحمد أيهما كان أرجح في نفسك؟ فقال: أبو عبد الله أحمد بن حنبل، فلم أقنع بقوله وأبيت إلا العجب بأبي أحمد بن شبويه فأريت بعد سنة في منامي كأن شيخا حوله الناس يسمعون منه ويسألون، فقعدت إليه فلما قام تبعته فقلت: أبا عبد الله! أخبرني أحمد بن حنبل بن محمد بن حنبل وأحمد بن شبويه أيهما عندك أفضل وأعلى؟ فقال: سبحان الله: إن أحمد ابن حنبل ابتلي فصبر، وإن أحمد بن شبويه عوفي، المبتلى الصابر كالمعافى؟ هيهات ما أبعد ما بينهما.

• حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الهيثم بن خلف ثنا العباس بن محمد الدوري حدثني علي بن أبي حرارة - جار لنا - قال: كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل فاسأله أن يدعو الله لي. فسرت إليه فدقفت عليه الباب وهو في دهليزه فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ فقلت: أنا

<<  <  ج: ص:  >  >>