للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأشرت عليه أن يستتيبهم، فإن تابوا وإلا ضرب أعناقهم.

• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ومحمد بن سهل قالا:

ثنا عبد الرحمن بن عمر قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لفتى من ولد جعفر بن سليمان الهاشمي: مكانك. فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال له: يا بني تعرف ما في (١) هذه الكورة من الأهواء والاختلاف وكل ذلك يجري منك على بال رخي إلا أمرك، وما بلغني فإن الأمر لا يزال هينا ما لم يصل إليكم - يعني السلطان - فإذا صار إليكم جل وعظم، قال: يا أبا سعيد وما ذاك؟ قال: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبه، قال الغلام: نعم يا أبا سعيد، نظرنا فلم نر من خلق الله شيئا أحسن ولا أولى من الإنسان، فأخذ يتكلم في الصفة، فقال له عبد الرحمن: رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق فإن عجزنا عن المخلوق فنحن عن الخالق أعجز، أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت سعيد بن (٢) جبير قال قال عبد الله في قوله ﴿(لقد رأى من آيات ربه الكبرى)﴾ قال: رأى جبريل له ستمائة جناح. فبقي الغلام ينظر فقال له عبد الرحمن: يا بني فإني أهون عليك المسألة، وأضع عنك خمسمائة وسبعا وتسعين جناحا، صف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعا غير الموضعين الذين ركبهما الله ﷿، حتى أعلم.

فقال: يا أبا سعيد قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز، فأشهدك أني قد رجعت عن ذاك وأستغفر الله.

• حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الرحمن بن محمد ثنا عبد الرحمن بن عمر قال: ذكر عند عبد الرحمن بن مهدي قوم من أهل البدع واجتهادهم في العبادة فقال: لا يقبل الله إلا ما كان على الأمر والسنة، ثم قرأ ﴿(ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم)﴾ فلم يقبل ذلك منهم ووبخهم عليه، ثم قال: الزم الطريق والسنة. وسمعت عبد الرحمن يكره الجلوس إلى أصحاب الرأى وأصحاب الأهواء


(١) فى الأصل خلل والتصحيح من شرح السنة للالكائى.
(٢) والصواب «سمعت ذرا» كما فى شرح السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>