سبل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم، وقد كان أهل الشام في غفلة من هذه البدع حتى قذفها إليهم بعض أهل العراق ممن دخلوا فى تلك البدعة بعد ماردها عليهم علماؤهم وفقهاؤهم، فأسر بها قلوب طوائف من أهل الشام، ناستحلتها ألسنتهم، وأصابهم ما أصاب غيرهم من الاختلاف فيهم، ولست بآيس أن يدفع الله سيئ هذه البدعة إلى أن يصير جوابا بعد مواد (١)، إلى أن تفرغ في دينهم وتباغض، ولو كان هذا خيرا ما خصصتم، به دون أسلافكم، فإنه لم يدخر عنهم خيرا حق لكم دونهم لفضل عندكم، وهم أصحاب نبيه محمد ﷺ، الذين اختارهم له، وبعثه فيهم، ووصفهم بما وصفهم، فقال ﴿(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا)﴾ ويقول: إن فرائض الله ليس من الإيمان، وإن الإيمان قد يطلب بلا عمل، وإن الناس لا يتفاضلون في إيمانهم، وإن برهم وفاجرهم في الإيمان سواء وما هكذا جاء الحديث عن رسول الله ﷺ فإنه بلغنا أنه قال:«الايمان بضع وسبعون، أو بضع وستون جزءا، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان». وقال الله تعالى: ﴿(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)﴾ والدين هو التصديق وهو الإيمان والعمل، فوصف الله الدين قولا وعملا، فقال: ﴿(فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين)﴾ فالتوبة من الشرك قول وهي من الإيمان، والصلاة والزكاة عمل.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس ثنا أبو نشيط ثنا محمد بن هارون ثنا أبو صالح سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: إن من الناس من يحب الثناء عليه وما يساوي عند الله جناح بعوضة.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا محمد بن الوليد القرشي - صاحب غندر - ثنا محمد بن فضالة - وكان لا يقدر أن يمشي من الخوف - ثنا عبد الله الغنوى عن أبى اسحاق الفزاوى قال: من قال الحمد لله