الوليد يقول. قال رفقاء إبراهيم. تعالوا نأكل كل خبز في الجونة حتى إذا جاء لم يجد شيئا عجل ليلة أخرى - يعني يرجع قبل أن يفنى الخبز - وكان يبطئ بعد العشاء الآخرة، قال: فأكلوا كل شيء فى الجونة وأطفئوا السراج ورقدوا، قال فجاء إبراهيم فنظر في الجونة فلم يجد فيها خبزا فقال إنا لله! رقدوا بلا عشاء، قال: فقدح وأسرج فعجن وخبز لهم سلة قال ثم نبههم فقال: اجلسوا اجلسوا ما كنتم تعملون لكم عشاء قبل أن ترقدوا؟ قال: فنظر بعضهم إلى بعض فقال:
انظروا أي شيء أردنا به وأي شيء عمل هو؟.
• حدثنا محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو حاتم ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا الوليد يقول: ربما جلس إبراهيم بن أدهم من أول النهار إلى آخره يكسر الصنوبر فيطعمنا، قال: وكان إبراهيم وصاحب له يطحنان وكان في العود الذي يطحن به عقدة، فوضع يده على العقدة وترك الموضع الأملس لصاحبه، قال ومد رجله حين طحن، قال فما قبضها حتى فرغ من الطحن.
• أخبرت عن عبد الله بن أحمد بن سوادة ثنا أبو سعيد البكاء أحمد بن محمد حدثني جامع بن أعين الفراء قال: وجهني أخي إلى إبراهيم بن أدهم وهو يرعى الخيل في الملون وملأ جرابا من السويق والتمر وأعطاني لحما مشويا، فقال: أعطه إبراهيم بن أدهم وأقره مني السلام. قال: فجئته بعد العصر فإذا هو في الغابة فنظرت إلى فرسنا وقعدت حتى خرج إبراهيم عند اصفرار الشمس وعليه عباءة على كتفيه، وجبة صوف وهو يسبح، فقالوا: قد أقبل إبراهيم وقد رمضوا له كفا من شعير وعجوة وهيئوا له منها ثلاثة أقراص، فقمت فسلمت عليه وأقرأته سلام أخي، فقال لهم أروه فرس أخيه يفرح، فقلت:
قد رأيته، ووضعت الجراب بين يديه وقلت: هدية أخي لك، فقال لأصحابه متى حاء هذا؟ قالوا: بعد العصر! قال: فهلا أكلتموه؟ ثم قال: ابسطوا العباءة ونفض الجراب عليها ثم جعل يقول ادعوا فلانا ادعوا فلانا، ثم قال لهم: كلوا، وهو قائم يقول لهم: كلوا كلوا، فقلت لأصحابه: إن أخي إنما بعث بهذا إلى إبراهيم ليأكل منه ولم تتركوا له شيئا، فقالوا: إن إبراهيم (٢٥ - حلية - سابع)