للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يخالطون أحدا إلا دنسوه، وكن مثل الا ترجة طيبة الريح طيبة الطعم لا تنازع أهل الدنيا في دنياهم تكن محببا إلى الناس، وإياك والمعصية فتستحق سخط الله، واعلم أنه لم يكن أحدا أكرم على الله من آدم ، جبل الله تربته بيده، ونفخ فيه من روحه، وأكرمه بسجود ملائكته، وأسكنه جنته، فأخرجه منها بذنب واحد، واعلم يا أخي أن الله تعالى لا يدخل أحدا الجنة بالمعاصي، وأن داود خليفة الله في الأرض، نزل ما نزل به بخطيئة واحدة، ولو أنا عملنا مثلها لقلنا ليست بخطيئة، فاتق الله يا أخي واجتنب المعاصي وأهلها، فإن أهل المعاصي استوجبوا من الله النقمة، وكن مبذولا بمالك ونفسك لإخوانك، ولا تغشهم في السرور والعلانية، وابغض الجهال ومجالستهم، والفجار وصحبتهم، فإنه لا ينجو من جاورهم إلا من عصم الله، وإذا كنت مع الناس فعليك بكثرة التبسم والبشاشة، وإذا خلوت بنفسك فعليك بكثرة البكاء والهم والحزن، فقد بلغنا والله أعلم أن أكثر ما يجد المؤمن يوم القيامة في كتابه من الحسنات الهم والحزن، وإياك وخشوع النفاق وأن تظهر على وجهك خشوعا ليس فى قلبك.

<<  <  ج: ص:  >  >>