• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو الحسن بن الظهراني ثنا محمد بن هارون أبو جعفر. قال سمعت الفريابي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: أدخلت على أبي جعفر بمنى فقلت له: اتق الله فانما أنزلت هذه المنزلة وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعا. حج عمر بن الخطاب فما أنفق إلا خمسة عشر دينارا، وكان ينزل تحت الشجر. فقال لي:
أتريد أن أكون مثلك؟ قلت: لا تكون مثلي، ولكن كن دون ما أنت فيه، وفوق ما أنا فيه. فقال لي: اخرج، قال أبو جعفر: كتبه عني بشر ابن الحارث.
• حدثنا سليمان بن أحمد حدثني علي بن رستم الأصبهاني ثنا محمد بن عصام ابن يزيد خير. قال سمعت أبي يقول: وجهني سفيان وكتب معي إلى المهدي وإلى وزيره أبي عبد الله ويعقوب بن داود، وأدخلت عليه فجرأ كلامي فقال: لو جاءنا أبو عبد الله لوضعنا أيدينا في يده وارتدينا برداء واتزرنا بآخر وخرجنا إلى السوق فأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، فإذا توارى عنا مثل أبي عبد الله لقد جاء قراؤكم الذين هم قراؤكم فأمروني ونهوني ووعظوني، وبكوا والله لى وتبا كيت لهم، ثم لم يفجأني من أحدهم إلا أن أخرج من كمه رقعة: أن افعل بي كذا وافعل بي كذا، ففعلت ذلك بهم ومقتهم عليه، وإنما كتب إليه لأنه طال مهربه أن يعطيه الأمان فأمنه، وقدمت عليه البصرة بالأمان، ثم قال: اخرج إلى أهلك فقد طالت غيبتك فألم بهم ثم الحق بى بالكوفة فانى منتظرك حتى تجئ، فمرض بعده بالبصرة ومات ﵀.
• حدثنا سليمان بن أحمد حدثني علي بن رستم قال سمعت محمد بن عصام بن يزيد يقول قال أبي: لما أراد سفيان أن يوجهني إلى المهدي قلت له: إني غلام جبلي لعلي أسقط بشيء فأفضحك، فقال لي ترى هؤلاء الذين يجيئونى وقلت لأحدهم لظن أني قد أسديت إليهم معروفا، ولكن قد رضيت بك، قل ما تعلم.