ابن ذر فجعل فتى من بني تميم يصرخ ويتغير لونه ولا أرى له دمعة تسيل ثم سقط مغشيا عليه، ثم رأيته في مجلس ابن ذر يبكي حتى أقول الآن تخرج نفسه، فذكرت ذلك لعمر بن ذر فقال: ابن أخي إن العقل إذا طاش فقدت الحرقة وقلصت الدمعة، وإذا ثبت العقل فهم صاحبه الموعظة فأحرقته والله! وحزن وبكى.
• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي قال ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا أحمد بن إبراهيم ثنا غسان بن المفضل عن أبي بحر البكراوي. قال:
اجتمع بمكة الفضل الرقاشي وعمر بن ذر فشهدتهما، فتكلم الفضل فأطال ووعظ وذهب من الكلام في مذاهب، فما رأيت أحدا رق لكلامه فسكت.
فتكلم ابن ذر فحدث وبكى فبكى الناس ورقوا.
• حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد الله بن محمد حدثني يعقوب بن إسحاق ثنا محمد بن معاذ عن ابن السماك عن عمر بن ذر عن مجاهد. قال: أوحى الله إلى الملكين أخرجا آدم وحواء من الجنة فإنهما قد عصياني، فالتفت آدم إلى حواء باكيا. وقال: أستعدي للخروج من جوار الله هذا أول شؤم المعصية، فنزع جبريل التاج عن رأسه، وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه، وتعلق به غصن فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة فنكس رأسه يقول العفو، فقال الله فرارا مني؟ فقال بل حياء منك سيدي.
• حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم يقول سمعت علي بن عبد الله يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول:
كان ابن عياش المنتوف يقع في عمر بن ذر ويشتمه، فلقيه عمر بن ذر فقال:
يا هذا لا تفرط في شتمنا وأبق للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
• حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا أحمد ابن محمد بن بكر ثنا أبو بكر بن خلاد. قال: شتم رجل عمر بن ذر فقال: يا هذا لا نغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
• حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني محمد بن (٨ - حلية - خامس)