للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت جعلها أثلاثا، قال فما قال فيها زيد بن ثابت؟ قلت جعلها من تسعة فأعطى الأم ثلاثا، وأعطى الجد أربعا، وأعطى الأخت سهمين. قال فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت جعلها من ستة، أعطى الأخت ثلاثا، وأعطى الأم سهما، وأعطى الجد سهمين. قال فما قال فيها أبو تراب؟ قلت جعلها من ستة، أعطى الأخت ثلاثا، وأعطى الجد سهما، وأعطى الأم سهمين. قال: مر القاضي فليمضها على ما أمضاها عليه أمير المؤمنين عثمان. إذ دخل عليه الحاجب فقال: إن بالباب رسلا، قال: ائذن لهم فدخلوا عمائمهم على أوساطهم، وسيوفهم على عواتقهم، وكتبهم في أيمانهم. فدخل رجل من بنى سليم يقال له سبابة بن عاصم. فقال: من أين أنت؟ قال من الشام. قال: كيف أمير المؤمنين، كيف حشمه؟ (١) فاخبره. فقال: هل كان وراك من غيث قال: نعم! أصابتني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب. قال: فانعت لي كيف كان وقع المطر، وكيف كان أثره وتباشيره. فقال: أصابتني سحابة بحوران، فوقع قطر صغار وقطر كبار، فكان الكبار لحمة الصغار، فوقع سبط متدارك وهو السح الذي سمعت به. فواد سائل، وواد نازح، وأرض مقبلة، وأرض مدبرة. وأصابتني سحابة بسوا أو قال بالقريتين - شك عيسى فلبدت الدمات، واسالت العزاز، وادحضت الملاع (٢) فصدعت عن الكماة اما كنها. واصابتنى ايضا سحابة فتأت العيون بعد الري، وامتلأت الأخاديد وأفعمت الأودية، وجئتك في مثل وجار الضبع. ثم قال ائذن! فدخل رجل من بني أسد. فقال: هل كان وراءك من غيث، فقال: لا! كثر الإعصار، واغبر البلاد، وأكل ما اشرف من الجنبة فاستقينا إنه عام سنة.

فقال: بئس المخبر أنت. فقال: أخبرتك بما كان، ثم قال: ائذن! فدخل رجل من أهل اليمامة. فقال: هل كان وراءك من غيث؟ فقال: تقنعت الرواد تدعوا إلى زيادتها، وسمعت قائلا يقول: هلم أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران، وتشكى


(١) فى مغ: كيف جيشه
(٢) كذا فى ز وفى مغ: البلاغ والصحيح: التلاع وهى مسائل الماء من علو الى أسفل

<<  <  ج: ص:  >  >>