للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شيء منك، كنت معك في غزاة فلما فتح الله علينا ونصر نبيه وكنا في الانصراف، حاذت ناقتى ناقتك، فنزلت عن الناقة ودنوت منك لا قبل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي، فلا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة؟ فقال رسول الله : يا عكاشة أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله بالضرب، يا بلال انطلق إلى منزل فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو ينادي هذا رسول الله يعطي القصاص من نفسه، فقرع الباب على فاطمة فقال يا ابنة رسول الله ناولينى القضيب الممشوق، فقالت فاطمة: يا بلال وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة. فقال: يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك؟ إن رسول الله يودع الدين ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه، فقالت فاطمة: يا بلال ومن الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله؟ يا بلال إذا فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله ، ودخل بلال المسجد ودفع القضيب إلى رسول الله ، ودفع رسول القضيب إلى عكاشة، فلما نظر أبو بكر وعمر إلى ذلك قاما فقالا: يا عكاشة ها نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله ، فقال لهما النبي : امض يا أبا بكر وأنت يا عمر فامض، فقد عرف الله تعالى مكانكما ومقامكما، فقام علي بن أبي طالب فقال:

يا عكاشة إنا في الحياة بين يدي رسول الله ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله ، فهذا ظهرى وبطنى اقتص مني بيدك واجلدني مائة ولا تقتص من رسول الله ، فقال النبي : يا علي اقعد فقد عرف الله ﷿ مقامك ونيتك، وقام الحسن والحسين فقالا: يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله فالقصاص منا كالقصاص من رسول الله ، فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>