عبد الملك: إيه. قال: فقلت سمعت سعيد بن المسيب يذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أمر لأمهات الأولاد أن يقمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل ثم يعتقن فمكث بذلك صدرا من خلافته، ثم توفي رجل من قريش كان له ابن من أم ولد قد كان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بليال. فقال له عمر: ما فعلت يا ابن أخي في أمك؟ قال: فعلت يا أمير المؤمنين خيرا، خيروني بين أن يسترقوا أمي، أو يخرجوني من ميراثي من أبي فكان ميراثي من أبي أهون علي من أن يسترقوا أمي. قال عمر: أو لست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدل؟ ما أرى رأيا ولا آمر أمرا إلا قلتم فيه، ثم قام فجلس على المنبر فاجتمع الناس إليه حتى إذا رضي من جماعتهم. قال: أيها الناس، إني قد كنت أمرت في أمهات الأولاد بأمر قد علمتموه ثم قد حدث لي رأي غير ذلك، فأيما امرئ كانت عنده أم ولد فملكها بيمينه ما عاش فإذا مات فهي حرة لا سبيل لأحد عليها. قال عبد الملك:
من أنت؟ قال: أنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب. قال: أم والله إن كان لك لأب يغار (١) في الفتنة مؤذيا لنا فيها. قال: فقلت يا أمير المؤمنين قل كما قال العبد الصالح. قال: أجل! ﴿لا تثريب عليكم اليوم﴾. قال: قلت: يا أمير المؤمنين فرض لي فإني مقطع من الديوان. قال: إن بلدك لبلد ما فرضنا لأحد فيها منذ كان هذا الأمر. ثم نظر إلى قبيصة وأنى وهو قائمان بين يديه فكأنه أومأ إليه أن افرض له. قال قد فرض لك أمير المؤمنين. قال: قلت وصلة تصلنا بها يا أمير المؤمنين فإني والله لقد خرجت من أهلي وإن فيهم لحاجة ما يعلمها إلا الله، ولقد عمت الحاجة أهل البلد. قال: قد وصلك أمير المؤمنين. قال: قلت يا أمير المؤمنين وخادم تخدمنا فإني والله قد تركت أهلي ما لهم خادم إلا أختي إنها الآن تخبز لهم وتعجن لهم وتطحن لهم. قال: وقد أخدمك أمير المؤمنين. قال ابن شهاب: ثم كتب إلى هشام بن إسماعيل مع ما قد عرف من حديثي أن ابعث إلى ابن المسيب فاسأله عن الحديث الذي سمعت يحدث فى