وإن شر العلماء من أحب الأمراء، وأنه كان فيما مضى إذا بعث الأمراء إلى العلماء لم يأتوهم، وإذا أعطوهم لم يقبلوا منهم، وإذا سألوهم لم يرخصوا لهم، وكان الأمراء يأتون العلماء في بيوتهم فيسألونهم فكان في ذلك صلاح للأمراء وصلاح للعلماء. فلما رأى ذلك ناس من الناس. قالوا: ما لنا لا نطلب العلم حتى نكون مثل هؤلاء، فطلبوا العلم فأتوا الأمراء فحدثوهم فرخصوا لهم، وأعطوهم فقبلوا منهم. فجرئت الامراء على العلماء، وجرئت العلماء على الأمراء.
• حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة ثنا سهل ثنا يحيى بن محمد المدني ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال: قلت لأبي حازم يوما: إني لأجد شيئا يحزنني. قال: وما هو يا ابن أخي؟ قلت: حبي الدنيا. فقال لي: اعلم يا ابن أخي أن هذا الشيء ما أعاتب نفسي على حب شيء حببه الله تعالى إلي؛ لأن الله ﷿ قد حبب هذه الدنيا إلينا. ولكن لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا، أن لا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئا من شيء يكرهه الله، ولا أن نمنع شيئا من شيء أحبه الله، فإذا نحن فعلنا ذلك لا يضرنا حبنا إياها. (١).
• حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الله ثنا سلمة ثنا سهل ثنا محمد بن أبي معشر حدثني أبي. قال أبو حازم: إذا أحببت أخا في الله فأقل مخالطته في دنياه.
• حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الله بن محمد ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا عبد الله بن الضريس (٢). قال قال أبو حازم: إذا رأيت ربك يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره.
• حدثنا أبي ﵀ ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا الحسين بن عبد الرحمن. قال: قيل لأبي حازم ما القرابة؟ قال: المودة. قيل
(١) اعتمدت فى اثبات هذا الخبر على المغربية وتحصيل البغية لاختلاف الفاظ الاصلين اختلافا مضطربا. (٢) كذا فى مغ: وفى الاصلين: الضرير.