• حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي ثنا أبو بكر بن عبيد ثنا محمد ابن يحيى بن أبي حاتم الأزدي ثنا محمد بن هانئ عن بعض أصحابه. قال قال رجل لأبي حازم: ما شكر العينين؟ فقال: إن رأيت بهما خيرا أعلنته، وإن رأيت بهما شرا سترته. قال فما شكر الأذننين؟ قال: إن سمعت بهما خيرا وعيته، وإن سمعت بهما شرا دفنته. قال ما شكر اليدين؟ قال: لا تأخذ بهما ما ليس لك، ولا تمنع حقا لله هو فيهما. قال وما شكر البطن؟ قال: أن يكون أسفله طعاما وأعلاه علما. قال وما شكر الفرج؟ قال كما قال الله تعالى ﴿والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم﴾ إلى قوله ﴿فأولئك هم العادون﴾. قال فما شكر الرجلين؟ قال: إن رأيت ميتا غبطته استعملت بهما عمله، وإن رأيت ميتا مقته كففتهما عن عمله وأنت شاكر لله ﷿، فأما من يشكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر.
• حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق ثنا الحسن بن الصباح البزار ثنا زيد بن الحباب عن مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن أبي حازم. قال: لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال؛ لا تبغي على من فوقك، ولا تحتقر من دونك، ولا تأخذ على علمك دنيا.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا احمد ابن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني عبد العزيز بن أبي حازم. قال سمعت أبي يقول: إن العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم منهم من هو فوقه في العلم كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزد عليه؛ حتى إذا كان هذا الزمان فهلك الناس.
• حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا فرج بن سعيد الصوفي ثنا يوسف بن أسباط. قال: أخبرني مخبر: أن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم فأتاه وعنده الإفريقي والزهري وغيرهما فقال له: تكلم يا أبا حازم. فقال أبو حازم: إن خير الأمراء من أحب العلماء،