خرج علينا علي بن أبي طالب يوما معتجرا. فقال: جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت (١) يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها - وبسط اسماعيل يديه وجمعهما - فعدت لى ستة عشر تمرة فأتيت النبي ﷺ فأخبرته فأكل معي منها. وقال حماد بن زيد في حديثه:
فاستقيت ستة عشر أو سبعة عشر ثم غسلت يدي فذهبت بالتمر إلى رسول الله ﷺ فقال لي خيرا ودعا لي. ورواه موسى الطحان عن مجاهد نحوه.
• حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن حكيم الأودي ثنا شريك عن موسى الطحان عن مجاهد عن على.
قال: جئت إلى حائط أو بستان فقال لى صاحبه دلوا وتمرة فدلوت دلوا بتمرة فملأت كفي ثم شربت من الماء ثم جئت إلى رسول الله ﷺ بملء كفي فأكل بعضه وأكلت بعضه.
وكان مزينا من بين العباد، متحققا بزينة (٢) الأبرار والزهاد.
• حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي ثنا محمد بن جرير ثنا عبد الأعلى ابن واصل ثنا مخول (٣) بن إبراهيم ثنا علي بن حزور عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت عمار بن ياسر يقول قال رسول الله ﷺ: «يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها، هى زينة الأبرار عند الله ﷿. الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا تزرأ الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضي بهم أتباعا ويرضون بك إماما».
• حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين القاضي ثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله العكبري ثنا ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين قال قال على بن أبى طالب عليه
(١) مجلت يده: إذا ثخن جلدها وتعجز وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل. (٢) فى ز: برتبة (٣) فى ز: محول بالمهملة ولم نجدهما.