للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزينة العارفين، المنبئ عن حقائق التوحيد، المشير إلى لوامع علم التفريد، صاحب القلب العقول، واللسان السئول، والأذن الواعي، والعهد الوافي، فقاء عيون الفتن، ووقي من فنون المحن، فدفع الناكثين، ووضع القاسطين، ودمغ المارقين، الأخيشن في دين الله، الممسوس في ذات الله.

وقد قيل: إن التصوف مرامقة المودود، ومصارمة المحدود

• حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب ابن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد: أن رسول الله قال يوم خبير: «لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» قال فبات الناس يدوكون (١) ليلتهم أيهم يعطاها فقال: «أين علي بن أبي طالب؟» فقالوا يا رسول الله يشتكي عينه.

قال: «فأرسلوا إليه» قال فأتي به، قال فبصق رسول الله في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، وأعطاه الراية. فقال علي:

يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعيم» رواه سعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة وسلمة بن الأكوع نحوه في المحبة.

ولسلمة طرق فمن أغربها

• ما حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود وعمر وثنا المثنى بن زرعة - أبو راشد عن محمد بن إسحاق - قال ثنا بريدة بن سفيان الأسلمي عن أبيه عن سلمة بن الأكوع. قال: بعث رسول الله أبا بكر الصديق برايته إلى حصون خيبر يقاتل، فرجع ولم يكن فتح، وقد جهد. ثم بعث عمر الغد فقاتل، فرجع ولم يكن فتح وقد جهد. فقال رسول الله : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار». قال سلمة فدعا بعلي وهو أرمد، فتفل في عينيه فقال: «هذه الراية امض بها حتى يفتح


(١) كذا فى الأصلين. قال فى النهاية: وقع الناس فى دوكة أى فى خوض واختلاط.

<<  <  ج: ص:  >  >>