وتفرقت بهم المنازل قال قلت: حدثني عن رسول الله ﷺ حديثا لأحفظه عنك، قال إني لم أدرك رسول الله ﷺ ولم يكن لي معه صحبة، وقد رأيت رجالا رأوه وقد بلغني عن حديثه كبعض ما يبلغكم ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي، لا أحب أن أكون قاضيا أو مفتيا، فى نفسى شغل. قال: قالت: فاتل آيات من كتاب الله ﷿ أسمعهن منك، فادع الله لي بدعوات وأوصني بوصية، قال: فأخذ بيدي وجعل يمشي على شاطئ الفرات. ثم قال: ربي وأحق القول قول ربي ﷿، وأصدق الحديث حديث ربي ﷿، وأحسن الكلام كلام ربي: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ﴿(إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين)﴾ قال:
ثم شهق شهقة فأنا أحسبه قد غشي عليه، ثم قرأ ﴿(يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم)﴾. ثم نظر إلي فقال: يا هرم بن حيان مات أبوك ويوشك أن تموت، ومات أبو حيان.
وإما إلى الجنة وإما إلى النار، ومات آدم وماتت حواء يا ابن حيان، ومات إبراهيم خليل الرحمن يا ابن حيان، ومات موسى نجي الرحمن يا ابن حيان، ومات محمد رسول الله ﷺ وعليهم أجمعين يا ابن حيان، ومات أبو بكر خليفة المسلمين، ومات أخى وصديقى وصفيى عمر، وا عمراه وا عمراه قال: