يتذمر على ربه، فقلت: ولم ذلك؟ قال: عرف ذلك منه فاحتمله». هذا من حديث شعبة متكرر. أبو داود وزيد ثبتان لا يحتملان هذا. ولعل أدخل لابن شاذ هرمز حديثا في حديث عبد الله بن مسعود.
• حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا شعيب بن أحمد الدارعي ثنا الخليل أبو عمرو وعيسى بن المساور قالا: ثنا مروان بن معاوية ثنا قنان بن عبد الله النهمي عن ابن ظبيان عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن النبي ﷺ قال: «سمعت كلاما في السماء فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا موسى. قلت: ومن يناجي؟ قال: ربه. قلت: ويرفع صوته على ربه؟ قال: إنه قد عرف له حدته». ومن أجوبته فيما سئل عن السكر فقال: غليان القلب عند معارضات ذكر المحبوب. وقال: الخوف اضطراب القلب مما علم من سطوة المعبود. وسئل عن الرياضة فقال: كسر النفوس بالخدمة، ومنعها عن الفترة. وقال: التقوى مجانبة ما يبعدك عن الله. وقال:
التوكل الاكتفاء بضمانه وإسقاط التهمة عن قضائه. وقال: اليقين تحقيق الأسرار بأحكام المغيبات. وقال: المشاهدة اطلاع القلوب بصفاء اليقين إلى ما أخبر الحق من الغيوب. وقال: المعرفة مطالعة القلوب لافراده عن مطالعة تعريفه. وقال: التوحيد تحقق القلوب بإثبات الموحد بكمال أسمائه وصفاته.
ووجود التوحيد مطالعة الأحدية على أرضات السرمدية، والإيمان تصديق القلوب بما أعلمه الحق من الغيوب ومواهب الإيمان بوادي أنواره والملبس لأسراره، وظاهر الإيمان النطق بألوهيته على تعظيم أحديته. وأفعال الإيمان التزام عبوديته والانقياد لقوله، والإنابة التزام الخدمة وبذل المهجة والرجاء ارتياح القلوب لرؤية كرم الموحد. وحقيقة الرجاء الاستبشار لوجود فضله وصحة وعده، والزهد سلو القلب عن الأسباب ونقض الأيدي عن الأملاك.
وحقيقة الزهد التبرم بالدنيا ووجود الراحة في الخروج منها، والقناعة الاكتفاء بالبلغة. وحقيقة القناعة ترك التشوف إلى المفقود والاستغناء بالموجود. وسئل عن الذكر فقال: اعلم أن المذكور واحد والذكر مختلف،