بكيرا تلميذ الشبلي يقول له: يا أستاذ أين أبغيه؟ فقال له: ثكلتك أمك، وهل يبغى من يأخذ السموات على أصبع والأرضين على أصبع فيهزهما ويقول أنا الملك أين الملوك؟ إن الله لم يحتجب عن خلقه، إنما الخلق احتجبوا عنه بحب الدنيا.
• سمعت أبا نصر يقول سمعت أحمد بن محمد النهاوندي يقول: مات للشبلي ابن كان اسمه غالبا، فجزت أمه شعرها عليه، وكان للشبلي لحية كبيرة فأمر بحلق الجميع فقيل له: يا أستاذ ما حملك على هذا؟ فقال: جزت هذه شعرها على مفقود، فكيف لا أحلق لحيتي أنا على موجود.
• سمعت أبا نصر النيسابوري يقول سمعت أحمد بن محمد الخطيب يقول سمعت الشبلي يقول: من اطلع على ذرة من علم التوحيد حمل السموات والأرضين على شعرة من جفن عينيه.
• سمعت أبا نصر يقول سمعت أحمد يقول: حضرت الشبلي وسئل عن قول بعضهم: لا تغرنكم هذه القبور وهدوها فكم من فرح مسرور، وداع بالويل والثبور. فقال: أيما هي القبور عندك؟ قال: قبور الأموات. فقال: لا، بل أنتم القبور: كل واحد منكم مدفون، فالمعرض عن الله داع بالويل والثبور، والمقبل على الله الفرح المسرور. ثم أنشأ يقول:
قبور الورى تحت التراب وللهوى … رجال لهم تحت الثياب قبور
فقلت له: يا سيدي ونعد فى الموتى؟ فقال:
يحبك قلبي ما حييت فإن أمت … يحبك عظم في التراب رميم.
• سمعت أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي - بنيسابور - يقول سمعت الشبلي وسئل عن الزهد فقال: تحويل القلب من الأشياء إلى رب الأشياء. وقال: من عرف الله خضع له كل شيء لأنه عاين أثر ملكه فيه. قال وسمعته يقول وقال له رجل: ادع الله لي، فأنشأ يقول:
مضى زمن والناس يستشفعون بي … فهل لي إلى ليلي الغداة شفيع
وقال له رجل: يا أبا بكر نراك جسيما بدينا والمحبة تضنى؟ فأنشأ يقول: