للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تركت الفؤاد عليلا يعاد … وشردت نومي فما لي رقاد.

• وأنشدني محمد بن الحسين بن موسى قال أنشدنا محمد بن عبد الله بن عبد العزيز قال أنشدنا أبو جعفر الفرغانى قال أنشدنا سمنون البصرى

أحن بأطراف النهار صبابة … وبالليل يدعوني الهوى فأجيب

وأيامنا تفنى وشوقي زائد … كأن زمان الشوق ليس يغيب.

• سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أبا بكر الرازي يقول سمعت أبا بكر العجان يقول سمعت سمنونا يقول: إذا بسط الجليل غدا بساط المجد دخل ذنوب الأولين والآخرين في حاشية من حواشيه، وإذا أبدى عينا من عيون الجود ألحق المسيئ بالمحسن.

• أخبرت عن عمر بن رفيل - وقد لقيته بجرجوايا - قال سمعت أبا القاسم الهاشمي يقول: كنت في بيت المقدس في برد شديد وعلى جبة وكساء وأخذ البرد والثلج يسقط، فرأيت شابا عليه خرقتان في صحراء يمشي، فقلت: يا حبيبي لو استترت ببعض هذه الأروقة فتكنك من البرد، فقال لي يا أخي سمنون:

ويحسن ظني أنني في فنائه … وهل أحد فى كنه يجد القرا.

• أخبر جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال قال أبو أحمد القلانسي: فرق رجل ببغداد على الفقراء أربعين ألف درهم فقال لي سمنون: يا أبا أحمد ما ترى ما أنفق هذا وما قد عمله نحن ما نرجع إلى شيء ننفقه فامض بنا إلى موضع نصلي فيه بكل درهم أنفقه ركعة فذهبنا إلى المدائن فصلينا أربعين ألف ركعة وزرنا قبر سلمان وانصرفنا.

وكان يقول: أول وصل العبد هجرانه لنفسه وأول هجران العبد للحق تعالى مواصلته لنفسه. وكان يقول. مضى الوقت فصار الوقت مقتا وقتك خراب وقلبك في المحراب، ومن كانت عبادته عناء كانت ثمرته ضناء.

ومنهم المشهورون بالنسك والتعبد السالكون مسلك أوليائهم من المتعبدين، الذين تخرجوا على المتحققين، وراضوا أنفسهم رياضة العلماء

<<  <  ج: ص:  >  >>